مقدمة:
في علم الاحياء هناك ما يسمى بالذات و اللاذات، فاللاذات هي كل جسم او جزيء دخيل على جسم الكائن الحي، اما الذات هي كل خلايا و اعضاء الجسم التي تنتمي اليه، و التي تستطيع الخلايا المناعية التعرف عليه و تمييزه، ذلك لكون أن كل خلية من خلايا الجسم تحتوي على غشائها الخلوي محددات غشائية من نوع البروتينات السكرية، تمثل اشبه ببطاقة الهوية للكائن الحي، حيث تكون خاصة به هو فقط و لا يوجد شخص آخر لديه نفس البنية الكيميائية لهذه المحددات، هذه الأخيرة تتعرف عليها خلايا الدم البيضاء فلا تقوم بمهاجمتها، هذه الميزة موجودة عند جميع خلايا الجسم المختلفة بإستثناء كريات الدم الحمراء.
قبل بداية القرن العشرين كان هناك اعتقاد سائد بأن لا يوجد اختلاف في نوع الدم بين جميع البشر، و كانت تجرى عمليات نقل الدم بطرق عشوائية، لكنها كانت في حالات كثير تتسبب في موت المرضى، فتم منع عمليات نقل الدم في كل أوربا الى ان قام العالم النمساوي كارل لاندشتاينر باكتشاف زمر الدم و وضع تصنيفها المعروف في وقتنا الحالي.
انواع فصائل الدم المختلفة و طريقة تشكلها:
يوجد لدى البشر نوعين فقط من الجينات التي تتحكم في فصيلة الدم، حيث تنتجان نوعان مختلفان من المحددات الغشائية المتواجدة على غشاء الكرية الدموية الحمراء، فعندما يمكلك الانسان الجين الذي ينتج المحدد الغشائي من نوع A تكون فصيلة او زمرة دمه A، وعندما يمكلك الانسان الجين الذي ينتج المحدد الغشائي من نوع B تكون فصيلة او زمرة دمه B، أما عندما يمتلك كلا الجينين الذان ينتجان كلا النوعين من المحددات الغشائية A و B تكون فصيلة دمه AB، كما انه هناك حالة أخرى لا يمكلك فيها الفرد أي جين من الجينين المنتجين للمحددات الغشائية لا يكون هناك أي محددات غشائية على الغشاء الخارجي للكريات الدموية الحمراء، فيصبح ملمسها أملس هذا ما جعلها تأخذ تسمية فصيلة الدم من نوع O، هذا كله من جهة، من جهة اخرى هناك نوع آخر من الجينات الاخرى المتحكمة في فصيلة الدم، و هي الجينات المنتجة للاجسام المضدة لكل زمرة، حيث ان امتلاك الشخص لجين الزمرة A يجعله حتما يملك الجين المنتج للجسم المضاد للزمرة الدموية B الذي يجرى في دمه منذ بداية تكوينه كجنين، و هذا الجسم المضاد يعمل على ترصيص كريات الدم ذات الزمرة B في حالة نقل الدم بالخطأ، و العكس تماما بالنسبة للزمرة B، حيث ان امتلاك الشخص لجين الزمرة B يجعله حتما يملك الجين المنتج للجسم المضاد للزمرة الدموية A الذي يجرى في دمه منذ بداية تكوينه كجنين، و هذا الجسم المضاد يعمل على ترصيص كريات الدم ذات الزمرة A في حالة نقل الدم بالخطأ، لذا فان الشخص الذي زمرته AB لا يوجد لديه أي نوع من الاجسام المضادة، هذا ما يجعله يقبل نقل أي زمرة من الزمر الاخرى، أما بالنسبة للشخص الذي زمرته O فانه يوجد في دمه كلا النوعين من الأجسام المضادة، هذا ما يجعله لا يقبل اي زمرة من الزمر ما عذا نفس زمرته، في المقابل يمكنه التبرع لكل حاملي الزمر الاخرى، كون خلاياه لا يوجد لديها اي محددات غشائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق