مرض غريفز أو الدراق الجحوظي، أيضا يسمى الدراق السام المنتشر، هو مرض سببه اضطراب في المناعة الذاتية، يتسبب في زيادة كبيرة في انتاج هرمونات الغدة الدرقية و بالتالي فرط نشاط هذه الأخيرة، على الرغم من انه هناك العديد من العوامل التي تسبب في فرط نشاط الغدة الدرقية الا ان داء غريفز هو من الاسباب الشائعة لذلك، و لعل من أهم مميزات هذا المرض هو جحوظ العيون و انتفاخها.
اقرأ: ماهي الغدة الدرقية؟
ماهي اسباب داء غريفز؟
في الحالة العادية من نشاط الغدة الدرقية، تفرز هذه الأخيرة هرموناتها تحت تحفيز من الخدة النخامية، حيث تقوم بافراز هرمون يسمى هرمون محفز للغدة الدرقية بالانجليزية TSH، و في حالة داء غريفز و الذي يحدث بسبب اضطراب في الجهاز المناعي، و هذا الأخير هو المسؤول عن الدفاع عن الجسم من الامراض و الأجسام الدخيلة عنه، و من بين آليات الدفاع انتاج اجسام مضادة تقضي على الفيروسات و الميكروبات المتنوعة، و هنا أي في حالة داء غريفز يقوم الجهاز المناعي بإنتاج اجسام مضادة شبيهة بالهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، و هذه الانتاج يكون دون تنظيم من الغدة النخامية، اي بطريقة عشوائية، هذه الاجسام المضادة تقوم بتحفز الغدة الدرقية على انتاج هرموناتها و بكميات كبيرة جدا، لكن لا يزال السبب الذي يجعل الجهاز المناعي ينتج هذه الاجسام المضادة مجهولا تماما، لكن هناك من اجماع على ان الاصابة بهذا المرض يعود الى بعض الاسباب مثل:
- عوامل جينية وراثية، حيث قد يزيد احتمال اصابة الفرد بهذا المرض اذا كان هناك أحد افراد عائلته لديه هذا المرض.
- الاصابة بنوع من البكتيريا تسمى بكتيريا اليَرْسَنِيَّةُ المُلْهِبَةُ للمِعَى و القَوْلون، حيث أن هذه البكتيريا تتشابه مع مستقبلات الغدة الدرقية في التركيب الخارجي، مما يؤدي الى أن يكوِّن الجسم أجسامًا مضادة لها تؤثر بدورها على البكتيريا ومستقبلات الغدة الدرقية في نفس الوقت.
- عوامل بيئية كالتلوث.
- الاصابة بأمراض مناعة ذاتية أخرى.
- يمكن للتوتر ايضا ان يكون سبب في هذا المرض.
إقرا: ماهي الغدة النخامية؟
ماهي أعراض داء غريفز؟
كما سبق و قلنا فان هذا المرض يتسبب في فرط نشاط الغدة الدرقية و بالتالي يكون مستويات هرموناتها عالية جدا، و بالتالي فتظهر على المريض نفس اعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، بالاضافة الى أعراض أخرى مميزة لهذه المرض بعينه، و هذه الاعراض هي:
- جحوظ العيون و هي من اكثر الأعراض المميزة لهذا المرض.
- تضخم في الغدة الدرقية.
- الاصابة بما يسمى وذمة مخاطية أمام الظنبوب، و هو اعتلال على مستوى الجلد.
- فقر الدم.
- عدم تحمل الاجواء الساخنة.
- رعشة في اليدين.
- القلق و التوتر الزائد.
- الارق و هو صعوبة النوم.
- انخفاض الوزن رغم زيادة الشهية.
- تغيرات على مستوى الطمث عند النساء.
- ضعف و برود جنسي عند كلا الجنسين.
- انتفاخ اليدين و الارجل.
- سرعة ضربات القلب و عدم انتظامها.
- خشونة كبيرة في الجلد و احمراره خاصة في الساقين و اليدين.
- وجود حرارة و دفء في اليدين.
- التعرق الزائد.
ماهو علاج داء غريفز؟
- استخدام أدوية مثبطة لنشاط الغدة الدرقية: تعمل هذه الأدوية على تقليل انتاج الغدة الدرقية لهرموناتها تدريجيا، لكن هكذا نوع من الأدوية قد يثبط أيضا انتاج خلايا الدم البيضاء و بالتالي اضعاف المناعة، بالاضافة الى أن بعض الأشخاص قد يتولد لديهم حساسية بسبب هذه الأدوية فتظهر هذه الحساسية على شكل طفح جلدي، حمى و ألم في المفاصل.
- استخدام اليود المشع: كما هو معروف فإن الغدة الدرقية تنتج هرموناتها ابتداءا من امتصاصها لليود الذي يصل ايه عبر الدم، و بالتالي فإن استخدام اليود المشع بدل اليود العادي يؤدي الى قتل جزء من خلايا الغدة الدرقية بسبب الاشعاع، و بالتالي الانقاص من نشاطها، لكن هذا النوع من العلاجات يؤدي أحيانا الى الحالة العكسية و هي خمول الغدة الدرقية، و هنا يجب على المريض تناول هرمون الثيروكسين الصناعي مدى الحياة.
- الجراحة: تعتبر الجراحة بالاستئصال الكلي أو الجزئي للغدة الدرقية الخيار الأخير للتخلص من نشاطها الزائد، و ينصح بها عندما لا تجدي العلاجين السابقين، في حالة الاستئصال الكلي يضطر هنا المريض الى تناول هرمون الغدة الدرقية الصناعي مدى الحياة، حتى في حالات الاستئصال الجزئي قد يؤدي الى نقص انتاجها للهرموناتها فيضطر المريض هنا ايضا الى تناول الهرمون الصناعي لتعويض النقص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق