Recent Posts

test

??? ???????

Post Top Ad

Your Ad Spot

الأربعاء، 1 أغسطس 2018

مرض السكري


إن الاطعمة المختلفة التي يتناولها الانسان بمجرد دخولها الى جهازهه الهضمي تتعرض لانواع مختلفة من الهضم الآلي و الكيميائي، يبدأ من الفم و ينتهي عند الامعاء حيث تمتص من خلال الزغابات المعوية لتنتقل الى مجرى الدم  الذي يقوم بدوره بنقلها الى مختلف خلايا و أعضاء الجسم لاستخدامها في وظائفه الحيوية، ان نتيجة الرحلة التي تقوم بها الاطعمة خلال الجهاز الهضمي هي تحول الأطعمة المختلفة من حالتها المعقدة الى مواد عضوية بسيطة كالاحماض الدهنية، الأحماض الامينية و السكريات البسيطة، هذه الأخيرة أي السكريات تعتبر مصدر وقود للجسم حيث عند وصول للخلية و نفاذها الى داخلها بمساعدة هرمون الانسولين الذي يعمل كجسر عبور السكر البسيطة من خارج الخلية الى داخلها، ليتم هدمها و الحصول على الطاقة اللازمة لآداء وظائف الجسم المختلفة.
اما الانسولين فانه يفرز من طرف البنكرياس، حيث تحتوى هذه الأخيرة على خلايا افراز توجد داخل مجموعات من الخلايا تشكل ما يشبه الجزر تسمى جسر لانجرهانس تتمركز بكثافة في مركز البنكرياس، تعرف هذه الخلايا بإسم خلايا بيتا و هي تتميز بحساسية شديدة لارتفاع السكر في الدم، فتستجيب لذلك بإفراز هرمون الانسولين، الذي ينفذ الى جميع اعضاء الجسم أهمها العضلات ليستخدم كمصدر طاقة، و الى الكبد و الانسجة الدهنية لتخزينه، يشكل الانسولين عند وصوله الى خلايا الجسم ما يشبه بجسر ينفذ من خلاله السكر الى داخل الخلية، بمقابل ذلك توجد نوع آخر من الخلايا هي خلايا ألفا و التي تفرز هرمون يسمى الغلوكاجون يعمل على اخراج السكر من الخلايا من جهة، و ينشط أنواع أخرى من الهرمونات التي تعمل على إعاقة عمل الأنسولين من جهة أخرى، و للحفاظ على كمية سكر مناسبة للجسم و التي تعادل 1 غرام في اللتر ( اقل أو أكثر قليلا) تستوجب الموازنة في افراز هذين الهرمونين.

ان مرض السكري يعني ارتفاع نسبة السكر في الدم بسبب عدم قدرة انسجة الجسم على امتصاصه، و ذلك يعود الى انخفاض كمية الأنسولين المفرزة من طرف البنكرياس، و هذا بدوره يعود الى اصابة الخلايا بيتا المنتجة للانسولين و المتواجدة في البنكرياس و الذي ينتهي بتلفها النهائي، و يحدث هذا التلف لاسباب تختلف حسب نمط السكر بحد ذاته.

انماط مرض السكري:

السكري من النمط الأول Diabetes type 1و يسمى أيضا سكري الأطفال أو سكري اليافعين ، و يحدث بسبب أن الخلايا المناعية تقوم بإتلاف الخلايا بيتا، إذ انه يصنف من انواع امراض المناعة الذاتية و التي تحدث جميعها لأسباب غير معروفة.
عند الاطفال تتم عملية اتلاف الخلايا بيتا في اغلب الحالات في بضع أسابيع، لكن قد تحدث خلال سنوات، أما عنما يحدث لدى البالغين فهو يحدث غالبا خلال سنوات، لهذا فان في العديد من الحالات يتم تصنيفه بالخطأ على انه مرض السكري من النمط الثاني.

السكري من النمط الثاني Diabetes type 2: و هو النمط الأكثر شيوعا، يحدث هذا النمط بسبب اتلاف الخلايا بيتا لاسباب اما وراثية أو لعوامل خارجية أخرى، و تحدث عملية التلف بشكل بطيء جدا تستغرق عشرات السنين.

قد تكون بداية الاصابة بمرض السكري النمط الثاني هو الإصابة بما يسمى مقاومة الانسولين، و هي حالة مرضية يصبح فيها الانسولين غير فعال في آداء وظيفته، فيؤدي هذا الى ارتفاع نمسبة السكر في الدم، و بالتالي يقوم البنكرياس بافراز كمية اكبر من الانسولين لخفض مستوى السكر، و هذا ما ينهك البنكريات و يؤدي تدريجيا الى تلف الخلايا بيتا، و بالتالي الاصابة بمرض السكري النمط الثاني.

إقرأ ايضا: ماهي مقاومة الانسولين؟

إن أكثر الاشخاص عرضة للاصابة بهذا النمط من السكري هما الاشخاص الذين لديهم سمنة زائدة و قليلي النشاط البدني، هذا لانهم عرضة اكثر للاصابة بمقاومة الانسولين، لذا فان هذا النوع من الامراض يمكن الوقاية منه من خلال اتباع اسلوب حياة صحي، كاتباع حمية غذائية لانقاص وزنهم و ممارسة الانشطة البدنية.

لكن هناك بعض العوامل الأخرى التي يشتبه في انها قد تكون وراء الاصابة بهذا النوع من السكري و يمكن حصرها في النقاط التالية:

العمر: عمر أكبر أو يساوي 45.
الوراثة: ان اصابة شخص بمرض السكري يزسد احتمال اصابة اقربائه به.
العرق: هناك فئات عرقية معيّنة لديها خطورة مرتفعة للإصابة بمرض السكري.
النشاط البدني: قلة النشاط البدني.
ارتفاع ضغط الدم: والمعرف بواسطة قيم ضغط دم أعلى من mmHg 90/140.
فرط الكولسترول: والمقصود به النوع الضار من الكلسترول.
امراض الاوعية الدموية: تاريخ شخصي للإصابة بهذه الأمراض.
الاصابة بنتلازمة تكيس المبايض: ذلك لكون ان تكيس المباض يتسبب في مقاومة الانسولين.
ولادة طفل ذو وزن كبير: تاريخ شخصي لدى النّساء يشمل ولادة طفل ذو وزن أعلى من 4.1 كغم (وزن الطفل فور الولادة).
سكري الحمل: حيث ان الاصابات المتكررة بسكري الحمل الذي سببه زيادة مقاومة الانسولين، وراء اصابة المرأة بسكري النمط الثاني.

إقرأ ايضا: سكري الحملاقرأ ايضا: تكيس المبايض

اعراض الاصابة بمرض السكري:

ان انواع السكري التي سبق ذكرها تتسبب كلها في رفع مسيتوى السكر في الدم، و هذا الأخير هو المتسبب في اعراض السكري المعروفة، لذا فان جميع انواع السكري تتشارك في الأعراض التالية:

- التبول المستمر.
- فقدان الوزن.
- الغثيان والتقيؤ. 
- فرط العطش و الجفاف.
- فرط الشهية.
- بطء التئام الجروح.
- تشوش في الرؤية.
- الاحساس بالتعب و الخمول.
- اصابات متكررة بالعدوى و مثل: اللثة، الجلد، الأذن الوسطى، المهبل أو في المثانة البولية.
- العصبية الزائدة.
- الشعور بالدوخة.
- الضعف و البرود الجنسي عند كلى الجنسين خاصة الرجال.
- تناوب الاسهال و الامساك.
- ظهور مستمر للدمامل.

تشخيص مرض السكري:

ان أول خطوات التي تنتهج لتشخيص مرض السكري هو فحص مستوى السكر في الدم، إما من خلال فحص عشوائي، او فحص السكر اثناء الصيام، و يتم اجرائه فور الاستيقاظ من النوم و قبل تناول الافطار، و يستوجب اجراءه عدة مرات و اذا لوحظ ارتفاع في نسبة السكر في كل مرة فهنا يشخص اصابة الفرد بمرض السكري، بعد ذلك يوم الطبيب بإجراء فحوصات لتحديد نمطه.
كما انه هناك بعض الفحوصات لكشف "مقدمات مرض السكري" تهدف الى التعرف الى ما اذا كان الشخص عرضة للاصابة بمرض السكري او لا، و الوقاية منه، و يتم بواسطة فحص السكر في الدم التقليدي، او فحص تحمل الغلوكوز.

علاج مرض السكري:

ان علاج السكري يختلف حسب نوعه من جهة و حسب عمر الشخص و عمر اصابته من جهة أخرى، و ايضا يأخذ بعين الاعتبار اصابة الشخص بالمضاعفات المذكورة اعلاه و اتخاذ التدابير العلاجية لها.

علاج السكري من النمط الاول: بإعتبار ان جسم المريض في هذا النمط يصبح عاجزا تماما عن انتاج الانسولين فان العلاج الوحيد له هو بواسطة حقن الانسولين، اما بواسطة الحقن طويلة المدى التي تستمر فاعليتها طوال اليوم، او قصيرة المدى التي تأخذ بعد كل وجبة، كما انه يتطلب ايضا قياس نسبة السكر في الدم باستمرار، للمساعدة على تحديد جرعة الانسولين المناسبة و تقديم علاج أفضل للمريض.

علاج السكري من النمط الثاني: إن علاج هذا النوع من السكري يعتمد على عمر المرض و عمر المريض من جهة، و على مدى تفاقم المضاعفات من جهة أخرى، لذا فان العلاج هنا ينقسم الى عدة اقسام:
تغيير نمط الحياة: من خلال اتباع حمية غذائية صحية قليلة من ناحية الكربوهايدرات، ممارسة الانشطة الرياضية قدر الامكان، و ايضا محاولة تخفيض الوزن و الحصول على وزن مثالي.
العلاج بواسطة الادوية التي تتناول عن طريق الفم: توصف عادة في حالة الاصابة المبكرة بالمرض، او عندما تكون نسبة الأنسولين منخفضة و ليست منعدمة، و نذكر منها:
- ادوية توصف للاشخاص الذين يعانون من السمنة، و التي تقوم بكبت او منع انتاج الجلوكون في الكبد و بالتالي تنخفض نسبته في الدم، مثل الميتوفورمين و الميجليتينيد.
- ادوية تنشط افراز الأنسولين، حيث تعمل على تغيير الشخنة الكهربائية لغشاء الخلايا بيتا، مثل السولفانيل-اوريا.
- ادوية تحسن مقاومة الانسولين في الجسم مثل الثيازوليدينيديونز.
-ادوية تعمل على ابطاء امتصاص الغلوكوز من طرف الأمعاء، مثل مثبطات ألفا-جلوكوزيداز.
العلاج بواسطة حقن النسولين: سواء من خلال حقن الانسولين طويلة الامد أو قصيرة الأمد.
ايضا كما ذكرنا في علاج السكري النمط الأول فان مراقبة نسبة السكر في الدم أمر جد ضرورة لنجاح العلاج و فعاليته و تحديد جرعة الانسولين المناسبة للمريض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????