الكروموسوم و يسمى ايضا الصبغي، بالإنجليزية "Chromosome"، و هي عبارة عن خيوط طويلة من الحمض النووي "DNA" الذي هو المسؤول عن حمل الصفات الوراثية للكائن الحي، فجميع الصفات الظاهرة على الإنسان كلون العيون مثلا، لون الشعر، لون الجلد، الطول، شكل الجسم، كلها نحصل عليها من خلال ترجمة المعلومات الموجودة على خيوط الحمض النووي، و كل صفة يعبر عنها بجزء صغير من الخيط النووي تسمى الجين أو المورثة أو الشفرة الوراثية، حيث أن كل خيط من الحمض النووي يحتوي على عدد كبير من الجينات، تعبر كل واحدة منها على معلومة وراثية معينة تترجم على شكل بروتينات، هذه البروتينات متنوعة جدا لكل منها دور.
لفهم افضل لماهية الكروموسوم ننصحك بقراءة مقال مفصل عن الـ DNA بالضغط على العنوان التالي: ماهو الـ DNA؟
مثلا العديد و العديد من الوظائف الحيوية التي يقوم بها الجسم من هضم و ايض خلوي و بناء العضلات يقوم بها الجسم بفضل انزيمات ذات طبيعة بروتينية، يقوم الجسم بانتاجها على حسب المعلومات الموجودة على الخيط النووي او الصبغي.
الهرمونات العديدة و العديدة المتنوعة التي يفرزها الجسم للقيام بوظائف كثيرة و متنوعة داخل الجسم هي من طبيعة بروتينية، يقوم الجسم بانتاجها على حسب المعلومات الموجودة على الخيط النووي او الصبغي.
الهيموغلوبين، العضلات، صبغة الشعر و الجلد و العيون التي تسمى الميلانين هي من طبيعة بروتينية ، يتم انتاجها على حسب المعلومات الموجودة على الخيط النووي.
الكيراتين و هو المكون الاساسي للشعر و الصوف و القرون و الاضافر، هو ايضا من طبيعة بروتينية.
باختصار فان الكائن الحي يتم تكوينه بالطريقة التي هو عليها ابتداءا من ترجمة حرفية للمعلومات الموجودة على الصبغي، فكل صبغي يحتوي على عدد كبير من الجينات، حيث أن كل جين يمثل معلومة معينة هذه المعلومة تعبر عن كيفية صنع البروتينات المعينة التي تدخل في العمليات المتنوعة التي تستخدم في نمو جميع الكائنات الحية وتطورها وعملها وتكاثرها.
يوجد لدى جميع الكائنات الحية و التي تعتمد على التكاثر الجنسي عدد ثابت من الصبغيات و التي يكون دائما زوجي، تنقسم هذه الصبغيات الى ازواج، فالانسان لديه 23 زوج من الصبغيات ما يكون في مجمله 46 صبغي، فكل زوج يكون الصبغيين المكونين لهما يمثلين نفس الصفات الوراثية.
رسم توضيحي لجينات على الصبغي:
مثلا على مستوى الزوج رقم واحد، تمثل المورثة الاولى الملونة باللون الاحمر ممثلة لصفة وراثية معينة، لنقل مثلا هي المسؤولة عن صنع الانسولين، هنا في الجهة المقابلة لها على مستوى الصبغي الآخر تكون هناك ايضا المورثة المنتجة للأنسولين، ثم المورثة التي تليها باللون الازرق مثلا تمثل انزيم اللعابين، و في المقابل على نفس المكان في الصبغي الآخر تكون ايضا المورثة التي تصنع انزيم اللعابين.... الخ، هكذا هو الحال على مستوى جميع الصبغيات، كل هذا لان احد الصبغيات يحصل عليه الكائن الحي من الاب و الصبغي الثاني يحصل عليه من الام.
فمثلا عند الانسان يقوم الاب بنقل نصف مورثاته و المتمثلة في نصف عدد الصبغيات بواسطة النطفة و التي يكون عددها 23 صبغي، في المقابل تنقل الام مورثاته الى اطفاله من خلال صبغياته المحمولة داخل البويضة التي يكون يكون عددها ايضا 23، عند الالتقاء الجنسي و حدوث الاخصاب تتدخل نواة النطفة التي تحتوي على الحمض النووي المتمثل في الصبغيات، الى داخل البويضة لتتحد مع نواة هذه الأخيرة، و عند اتحادها نحصل على بويضة مخصبة تمثل النواة الأولية تحتوي على 46 كروموسوم، لتبدأ هذه النواة بالانقسام لانتاج فرد جديد بصفات وراثية حصل عليها من كلا الابوين مناصفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق