كثير منا قد يلاحظ في نهاية شهر رمضان المبارك انه قد خسر بعض الكيلوغرامات، و هذا شيء طبيعي كوننا نمتنع عن الاكل و الشرب لمدة قد تصل او تزيد عن 14 ساعة في اليوم، و في هذه الحالة فان جسمنا يلجأ الى حرق مخزونه من الدهون، للحصول على الطاقة، بغرض القيام بنشاطاته اليومية، لكن قد يتفاجئ العديد و العديد من الاشخاص بزيادة وزنهم خلال هذا الشهر الفضيل، قد يبدو الامر غريب لكنه حقيقي.
اذن ما السبب وراء اكتساب الوزن في شهر رمضان؟
فيما يلي 10 اخطاء يعتقدها الاخصائيين انها السبب وراء اكتساب الوزن في رمضان:
عدم التخطيط المسبق للوجبات الخاصة بالشهر الفضيل:
من البديهي ان كل من يرغب في انقاص الوزن او حتى الحفاظ على لياقته البدنية، يحتاج الى حمية غذائية مخططة بدقة و مدروسة علميا ايضا، لان اكبر خطأ يقع فيه الجميع في رمضان هو عدم التخطيط المسبق لوجباتهم الرمضانية و معرفة مقدار السعرات في كل وجبة، اذن لتجنب اكتساب الوزن ضع خطة لحمية غذائية مغذية و قليلة السعرات، من خلال اختيار وجبات افطار و سحور متوازنة و مغذية، تشمل الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة والألياف مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات بالإضافة إلى اللحوم الخالية من الدهون والدجاج والأسماك ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
شرب كميات قليلة من الماء و السوائل:
من البديهي جدا ان يتعرض جسمنا في شهر رمضان الى الجفاف و فقدان كمية المياه اللازمة لضمان الاداء الجيد لوظائفه الحيوية و على رأسها، عملية الايض التي يتم من خلالها حرق السعرات، كما ان نقص المياه في الجسم يجعلنا نميل الى الرغبة في تناول السكريات بعد الافطار، و هذا يعني ان جفاف الجسم يؤدي الى زيادة الوزن و بصورة مباشرة ايضا، و للحفاظ على ترطيب الجسم الطبيعي ينصح بشرب كمية كافية من المياه و السوائل بمعدل ثمانية اكواب في الفترة مابين الافطار و السحور، و الحد من تناول المأكولات و المشروبات المدرة للبول من بينها الموالح و القهوة و الشاي.
الشراهة في الاكل مابين الافطار و السحور:
ان الحكمة من رمضان هو ضبط النفس و التحكم بها و كبح الشهوات، الا ان الكثيرين يميلون الى الافراط في الأكل لتعويض الحرمان في فترة الصيام فينتهي به الامر الى تناول كمية تفوق احتياجاتنا اليومية من السعرات، هذه الاخير تتحول الى انسجة شحمية و بالتالي زيادة الوزن، حيث لا ينتهك هذا جوهر رمضان فحسب و انما يعرضنا الى خطر زيادة الوزن كما اسلفنا، و ايضا مشاكل صحية اخرى، على الرغم من انه من الصعب مقاومة اغراء الاطعمة الشهية التي تزيد بكثرة في هذا الشهر، الا ان الالتزام بروح رمضان امر ضروري و يعود بالفائدة عليك و على صحتك و يجنبك زيادة الوزن الذي لا يرغب به اي شخص منا.
الاكثار من تناول السكريات:
تعتبر السكريات و خاصة الحلويات التي تحتوي على السكريات المعالجة كالسكر الابيض و العسل المسبب الرئيسي للسمنة و امراض اخرى مثل السكري و مرض القلب، و يشتهر هذا الشهر الفضيل باقبال المسلمين على تناول انواع شتى من الحلويات و ايضا المشروبات الرمضانية الغنية بالسكريات المضافة في فترة مابعد الافطارو قبل السحور، لذا و ان كنتم من المهتمين بالحفاظ على وزنكم المثالي فينصح باستبدال الحلويات بالفواكه و عصائر الفواكه الطبيعي الذي لا يحتوي على سكر مضاف، و ايضا التمور لاعتبار مصدر جيد للطاقة و السكر الطبيعي، كما تحتوي الفواكه بالاضافة الى السكريات الطبيعية، على الياف و فيتامينات و معادن ضرورية لجسمنا، على عكس العصائر مثلا.
الاكثار من تناول الاطعمة الدسمة:
زيادة الوزن تعني زيادة كمية الانسجة الدهنية، اذن فمن البديهي ان الاطعمة الدسمة هي من بين المسببات الرئيسية لذلك، و هذا ما تمتاز به الاطعمة في الوطن العربي و الاسلامي، لكن ليست كل الدهون غير صحية، لذا فيمكن استبدال تلك الغير صحية مثل اللحوم الغنية بالدهون و المأكولات المقلية، بأخرى صحية كزيت الزيتون و المكسرات الخ.
قلة تناول الخضروات الطازجة:
بالاضافة الى احتوائها على نسبة دسم و كربوهيدرات اقل، تحتوي الخضر على نسبة جيدة من الفيتامينات و المعادن الضرورية و الاهم من ذلك احتوائها على الالياف التي تسهل عليك عملية الهضم باعتبارها الغذاء المفضل للبكتيريا النافعة المسؤولة عن الهضم، هذا من جهة، من جهة اخرى فهي تعطيك شعور بالشبع و لذا لن تجد مكان كبير للمأكولاتك الاخرى الغير صحية و الدسمة، لذا يكفي فقط أن تبدأ افطارك بصحن سلطة كبير من الخضار المختلطة ، مع مجموعة مختارة من الخضار مثل الجزر والخيار والطماطم ، والدهون الصحية للقلب مثل الأفوكادو وبعض المكسرات و زيت الزيتون، هذا كله سيفي بالغرض المنشود.
قلة الحركة و قلة ممارسة التمارين الرياضية:
الكسل و الخمول من الاسباب الاساسية لزيادة الوزن، و ان كنت من هؤلاء الذين يقضون جل وقت صيامهم في النوم، فتوقع زيادة وزنك بشكل كبير في نهاية الشهر الفضيل، لان التمارين الرياضية هي الطريقة الاساسية لحرق السعرات الزائدة التي تحصل عليا من افطارك و سحورك الدسم و الغني بالكربوهايدرات الغير صحية، فمن الضروري اعطاء خانة في جدولك الزمني لبعض التمارين الرياضية، حتى انها ستجعلك تتناول كميات اقل في وجبة الافطار.
التوتر الزائد في شهر رمضان:
ان التوتر و التعصب الذي يلازم الكتير من المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل اصبح من المظاهر المعتاد عليها في رمضان، لكن ليكن في علمكم ان التوتر و الاجهاد العصبي يجعل جسمنا يفرز هرمون الكورتيزول و الذي يسمى هرمون التوتر، و من بين وظائفه هو التحكم في عملية الايض و انتاج الطاقة، فعندما يتنبه الجسم بوجود توتر، يقوم بافراز هذا الهرمون بغرض زيادة انتاج الطاقة على الرغم من كون جسمنا في ذلك الوقت لا يحتاج اليها و بالتالي يتم تخزين تلك الطاقة المفرزة الزائدة عن الحاجة على شكل شحوم، ناهيك عن اننا في حالة التوتر فاننا نتجه دون وعي منا الى تناول الاطعمة الدسمة و الغنية بالسكريات لتهدئة الاعصاب و تعديل المزاج، على الرغم من ان هذا لن يساعدنا في ذلك مطلقا، لذلك حاول الابتعاد عن التوتر و البحث عن طرق صحية لتهدئة اعصابك، كالاسترخاء و التأمل و ممارسة النشاطات الدينية كالصلاة و الاطالة في السجود و قراءة القرآن التي ثبت دور كل منها الفعال في التأثير الايجابي على الحالة المزاجية.
الاكثار من الكافيين:
ما لا يمكن انكاره هو ان للكافيين فوائد صحية لجسمنا، لكن الاكثار و الافراط في تناوله يمكن ان يعود على جسمنا بالضرر، فالكافيين هو مصدر مزيف للطاقة ، و ايضا مدر للبول ، فتناوله بكميات كبيرة يمكن أن يسبب الصداع ، والدوخة ، والعطش المفرط ، وزيادة نسبة السكر في الدم وتشنجات العضلات.لذلك ، و بالتالي تحتاج إلى شرب كميات إضافية من المياه للتخلص من تلك التشنجات، ناهيك عن أنه يلعب دورًا في مزاجك ومن المعروف أنه يسبب القلق و كما اسلفنا الذكر للقلق أثر سلبي كبير على الوزن، لذا ينصح الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين و استبدالها بشاي الاعشاب و العصائر و المياه التي تعطيك الكثير من الترطيب الضروري في فترة الصيام.
تخطي وجبة السحور و عدم تناولها:
كون ساعات الافطار في رمضان هذه السنة محدودة، فهذا ليس عذرا لتخليك عن وجبة السحور ،إن إغفال السحور لن يؤدي إلا إلى شدة احساسك بالجوع في اليوم التالي ويجعلك أكثر عرضة للإفراط في تناول وجبة الإفطار، لذا فمن الضروري تناول السحور، وعند اختيار وجبة السحور ، حاول الابتعاد عن المأكلات المالحة لتجنب العطش في اليوم التالي، يتكون السحور المتوازن من الكربوهيدرات المعقدة مثل خبز القمح الكامل بدلاً من الخبز الأبيض، مأكولات اخرى تحتوي على البروتين مثل اللبن والجبن أو البيض، يضمن هذا المزيج مستوى مستقرًا من الجلوكوز في الدم الذي سيمدة بطاقة كافية حتى موعد الإفطار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق